سعد ناظم
تصوير: محمود رؤوف
احتضنت فعاليات معرض البصرة الدولي للكتاب جلسة ثقافية عن تحولات المشهد التشكيلي في البصرة تحدث بها الدكتور قيس عيسى والدكتور مهدي السبهان حيث ادار الجلسة الفنان والناقد صباح السبهان وقدمت الجلسة نبذة عن مسارات الفن التشكيلي وتحولاته خلال التأثيرات الزمنية .
الفنان والناقد صباح السبهان قال انه “على الرغم من انصرام أكثر من عقدين من الزمن بعد تداعي حقبة الصنمية والفئة المعتوهة التي حكمت وجيرت الفعل الثقافي في سبيل ديمومتها لعقود طويلة وبعد ولوجنا مرحلة ما بعد التغيير التي اتسمت بالفوضى اللا خلاقة ومجانية الدماء، مع كل هذه التداعيات شهدت الساحة العراقية انفتاحا على ثقافات وتيارات فكرية ونهضة تكنولوجية هائلة، لم تكن لدينا هذه الاتصالات التي مهدت للتلاقح المعرفي والتواصل المعلوماتي غير ان الخطاب الثقافي بشكل عام والتشكيلي بشكل خاص لم يزل متارجحا بين الانتماءات الجينية المتشعبة الجذور نافرا من ارتهانات الواقع المتأسلم تارة والمتعلمن اخرى والماضوية المتبعثنة والمتسرطنة، وحتى ننفض غبار المراحل السابقة واللاحقة برزت الحاجة ملحة لتثوير الفعل الثقافي بما يبلور خطابا يستوعب الموزائيك العراقي”.
واضاف الفنان صباح السبهان “ما يقتضي منا وقفة جادة من ارباب الفكر والثقافة لتطهير رحم الثقافة من ادران الماضوية التي تلاحقنا متمظهرة بجلابيب عدة ويتسنى مشروع ثقافي نقي الثوب لا بد من تحرير من استلاب الحاضر ايضا المتمثل بارتهانات الواقع المتصارع سياسيا واجتماعيا حد التشظي والسؤال كيف لمشروع ثقافي ابداعي ان ينهض في ظل الاضطغان الطائفي والاحتراب الفئوي الذي تحركه اجندات واموال خارجية لا يروق لمموليها بالطبع ان يتعافى الجار الجريح خشية تعملقة ثانية ما يربك الحسابات المأخوذة بدهشة الصيرورة المتأخرة لدويلات وهذا هو الذي نبحث عنه”.
وقال “نحن في الوسط الثقافي نبحث بلورة مشروع ثقافي يضم الاجناس الابداعية كافة وليس التشكيل وحده فالادب العراقي متقدم في الشعر والرواية القصة والمسرح وكذلك الموسيقى فنحن نريد ان نبلور مشروعا ونفرضه على السياسي ليتسنى لنا ولادة حياة فيها شيء من الجمال والفعالية “.
وفي ورقته البحثية تحت عنوان الفنان العراقي بثلاثة اشكاليات قال الدكتور قيس عيسى، فنان تشكيلي وباحث اكاديمي في كلية الفنون جامعة البصرة، انه “حددنا ثلاث اشكاليات في المنجز الفني التشكيلي العراقي في عموم العراق وتحديدا في البصرة وهي انعكاس متوافق مع لا نقول فن بصري او فن بغدادي او فن في اربيل وانما الفن العراقي هوية واحدة ومتأثر بالظروف والمحيط الاجتماعي بشكل خاص”.
واضاف عيسى انه “وجدنا ان الفن العراقي يقع تحت نسقين مؤثرين وفاعلين في الحراك الثقافي وهما النسق التعبيري والنسق التجريدي حيث انه في النسق التعبيري نشاهد ان غالبية النتاجات الفنية العراقية هي عبارة عن اننا نرسم همومنا اذ ان اللوحة البارزة للفن العراقي هي لوحة ذاتية تعبيرية وان انجزت بعض اللوحات التجريدية فهي تحاكي التعبيرية وتحاكي المجتمع العراقي في هذا الموضوع بشكل خاص”.
وقال الدكتور قيس عيسى “اما على صعيد التصعيد الثقافي او الحراك الفني العالمي نجد ان العراق ما زال قابعا تحت سلطة فنون الحداثة ولم يغادرها الى الفن المعاصر وهذه النقط اشرناها بنتائج وهي سببها السياسات الفاعلة والمؤسسة المسؤولة وايضا ساهم الفنان في نتاج اعمال تقريرية وانطباعية عن المشهد العراقي”.
وفي السياق ذاته قدم الدكتور مهدي السبهان ورقته البحثية تحت عنوان “التشكيل البصري” قائلا “يشتغل التشكيل بحقيقة الفعل الادراكي للمستوى التقني من جانب والفكري من جانب آخر وللتشكيل الصدارة في خرائط الزمن باعتباره نسق الحياة وروحها بدءاً من تمثيلات الكون وانتهاءً بفنون ما بعد الحداثة واصبح التشكيل هو السراج الوهاج في المسيرة الانسانية”.
واضاف الدكتور مهدي السبهان انه “نحن الان بصدد تجارب في فنون التشكيل حققت حضورا مميزا في اشتغالات البحث ونمو الذائقة وهذه الاعمال هي لفناني مدينة البصرة الذين تنوعت اعمالهم واختلقت في بنائها ومبناها ولكن الاشارة للمشتركات بهذه الاعمال سيكون محدداً مختزلا لان الموضوع يحتاج الى مساحات أكبر من الازمنة”.
واشار الدكتور مهدي السبهان التدريسي في كلية الفنون جامعة البصرة الى انه “اشتركت هذه الاعمال بمحرك طاقتي تنوع بين سالبية الخط والكتلة وموجبها بمعنى آخر الحضور والغياب، الظهور والاخفاء، مع المعالجة الداخلية والخارجية للأشكال بمستوياتها المربعات، الدوائر، المثلثات، حلقات دائرية، الاسطوانة، المكعبات، القباب، والى آخره اذ ان في تشكيلات تلتقطها العين وينشغل المتلقي في تفكيك شفراتها اذا ما سلمنا بأن اللون فيها يزيح الضباب عن الغموض عبر سيرورتها”.