كاصد والحجاج يضيئان جلسات معرض البصرة الدولي للكتاب

كاصد والحجاج يضيئان جلسات معرض البصرة الدولي للكتاب

  • 299
  • 2021/10/29 10:53:10 م
  • 0

سعد ناظم

تصوير: محمود رؤوف

احضنت فعاليات معرض البصرة الدولي للكتاب جلسة ثقافية ل،علام البصرة مضيفة الشاعرين عبد الكريم كاصد وكاظم الحجاج تحدث فيها رئيس اتحاد الأدباء والكتاب في البصرة الدكتور سلمان كاصد والدكتور حسين فالح والدكتور سراج محمد وادار الجلسة محمد طالب الاسدي .

 

وقال الاستاذ الدكتور محمد جواد البدراني في افتتاحه الجلسة الثقافية ان "البصرة مدينة الابداع ومدينة المبدعين.. البصرة منذ الازل منذ ان مُصّرت وهي تتنفس شعرا وتشرب شعرا.. مَن مثل هذه المدينة التي انجبت من المبدعين ما يكفي قارة باكملها؟.. اليوم وعبر الجلسات التي تقيمها مؤسسة المدى في معرض البصرة الدولي للكتاب نتحاور حول ثلاثة من مبدعي هذه المدينة هم الشعراء كاظم الحجاج وعبد الكريم كاصد وحسين عبد اللطيف".

وبدأ الاسدي الجلسة في الحوار عن الشاعر كاظم الحجاج وقال ان "الحجاج صاحب التجربة الابداعية الثرة الذي كتب شعرا يضج بالمفارقة ويخرج كثيرا عن المألوف وينتقد بطريقة ساخرة وكان شعره بمثابة روح متجددة للمدينة". ويصف الاكاديمي والناقد الدكتور سلمان كاصد رئيس اتحاد الادباء والكتاب في البصرة وهو يتحدث بحكم علاقته مع الشاعر مستذكرا تجربته مع كاظم الحجاج وهو يستعيد ذكرياته وايام حياته وما مر به..

وقال رئيس اتحاد الادباء والكتاب في البصرة في حديث بدأ به الجلسة انه "حقيقة ان لا نغفل الشاعر الكبير كاظم الحجاج عن هذه الثلاثية عبد الكريم كاصد وحسين عبد اللطيف وكاظم الحجاج الحقيقة هؤلاء الثلاثة هم المجددون بالقصيدة البصرية الى حد كبير او من المساهمين في بنية القصيدة بمعناها الجديد انا وبلا شك عندما اريد ان اتحدث عن كاظم الحجاج ناهيك عن كلام الزميل الدكتور حسين فالح والدكتور سراج محمد عن حسين عبد اللطيف وعبد الكريم كاصد لابد ان اتحدث عن فرادة كاظم الحجاج وماذا قدم من شيء جديد في القصيدة العراقية".

واضاف رئيس اتحاد الادباء والكتاب ان "الحجاج كتب نمطين من الشعر اولا القصيدة القصيرة جدا او ما نسميها الوجيزة التي لا تتعدى ثلاثة اسطر او اربعة اسطر وكتب الكلاسيكية، الدراما في القصيدة الحديثة، لديه قصائد طوال ولديه قصائد قصيرة جدا اعتمد في القصيدتين، في النمطين هنا، الدرامية قصيدة وجيزة بمعنى البرق او الومضة، كاظم الحجاج حتى في القصيدة الطويلة اعتمد فيها ما هو مختلف ومدهش في بعض جزء من القصيدة واقول مثالا بسيطا في قصيدة قرأها الحجاج يصل فيها مقطع من المقاطع حيث يستخدم الحس الشعبي ليقول "محلاك ياساف الحلة كنطار مسفط بالسلة" واختار القنطار وهو الثمرة من التمر الرقيقة جدا والتي تحتاج الى رقة حتى وضعها مجاور اخواتها وهنا يقول بمعنى كاظم الحجاج استخدم التشبيه المغاير جلب المشبه به الى القصيدة ومن الحس الشعبي".

واشار سلمان كاصد الى ان "الشاعركاظم الحجاج يستخدم مدخلات شعبية ومدخلات من الطرافة ومدخلات من اللامألوف اذ عندما ينظر الى المألوف الذي ننظر له كلنا يصبح في قصيدته لا مألوفا كأنما يستخدم المفهوم المعروف في المسرح وهو انك تخلق من المألوف لا مألوفا لكي يكون مألوفا ولنقرب الفكرة فان كلنا يرتدي الساعة اليدوية ولكننا لا ننظر الى الساعة يوميا ولكن عندما تكسر هذه الساعة يبدأ اهتمامك بها اي ان المألوف لا مألوف في الفن لكي يكون مألوفا في الواقع".

وقدم سلمان كاصد نبذة عن ديوان مختارات شعرية للشاعر كاظم الحجاج اذ قال ان "هذا الديوان طبع اخيرا على نفقة مؤسسة المدى قبل ايام وانا حرصت على ان اقدمه في الجلسة حيث يعبتر الديوان لقصار القصائد الشعرية، للقصائد القصيرة التي لا تتجاوز اربعة اسطر حيث يقترب كاظم من الايجاز والهايكو حيث ان الهايكو القصيدة اليابانية التي تتكون من ثلاثة اسطر والايجاز عن الحجاج هو ايجاز في القصيدة العربية".

ويتساءل رئيس اتحاد الادباء والكتاب عن الايجاز "هل ان الايجاز هو اختصار للكلمات في معنى اكبر؟ ام الايجاز ماذا؟ هل نجد كل كلام موجز هو بلاغة وهذا كلام العرب وليس كل كلام موجز هو بلاغة وانا اعتقد ان الغرائبية في المعنى اذا لم تكن هناك غرائبية في معنى القصيدة الموجزة لن تكون قصيدة حيث ان الحجاج كتب هذا الموجز اذ يقول كاظم الحجاج في قصيدة له "فرحي قليل بالمرايا ولانني احببته كسرت مرآتي ليكثر في الشظايا" وهنا الحجاج استخدم المرايا استخداما معكوسا بدل ان تكون المرآة هي اصل الصورة الواحدة كسر المرآت ليتشظى حبه لحبيبته وهنا براعة الحجاج".

وفي مداخلة مدير الجلسة الاستاذ الدكتور محمد جواد البدراني "ان الشاعر كاظم الحجاج من اكثر شعراء البصرة تفعيلا للمفارقة في بنية النص لذلك اخترت موضوعا لاحد طلابي في دراسة الماجستير وهي الان على وشك الانتهاء فاعلية المفارقة في شعر كاظم الحجاج".

من الحجاج الى الشاعر المرحوم حسين عبد اللطيف انتقل مدير الجلسة بحديثه الى هذا الشاعر الذي بدأ تجربته الشعرية بديوان "على الطرقات ارقب المارة" ثم ارتقى شعريا كثيرا في ديوانه الشهير "نار القطرب" ليصل في نهاية تجربته الشعرية قبل وفاته الى قصيدة الهايكو، "بين آونة واخرى يلقي علينا الرق بلقالق ميتة" وأجد ان هذا الشاعر استقى شاعريته من الحياة اليومية لكنه تناول ذلك بطريقة مختلفة حتى يمكن ان يقال حسين عبد اللطيف شاعر خارج المألوف".

وفي حديث للدكتور حسين فالح متناولا تجربة الشاعر حسين عبد اللطيف قال "سأكتفي بتأشير ملاحظات تخص عتبات النصوص عند حسين عبد اللطيف سأحصر حديثي في العتبات والعنونة مؤكدا انه تتمثل اهمية العتبات في التعرف على الاجواء المحيطة بالنص ومقاصد الشاعر وموجهات القراءة، وتجدر الاشارة الى ان العنوان هو من منجزات الحداثة لم يكن معروفا قبل الحداثة وينطوي العنوان عند الشاعر حسين عبد اللطيف على مضمر كلي ينقسم الى مضمرات وهذه المضمرات تحمل سؤالا حول صيغة العنوان الشاعر يضمن عنوان قصيدته او عنوان مجموعته الشعرية صيغة معروفة بحرفيتها وهي مستمدة من ثنايا النص حيث يستدرج القارئ ويستثيره بمتابعة تفاصيل الموضوعات".

واضاف ان "حسين عبد اللطيف في عنوان مجموعته الاولى على الطرقات ارقب المارة التي صدرت عن سلسلة كتابات جديدة سنة 1977 .. على الطرقات ارقب المارة هو عنوان القصيدة المنشورة ذاتها في صفحة 49 وهنا لا بد من الاقرار ان قصدية صيغة العنوان عند الشاعر حسين عبد اللطيف في هذه المجموعة بالذات تنطوي على امرين في غاية الاهمية، الامر الاول يتثمل في وعي الشاعر بفاعلية العنوان واهميته في الانفتاح على المتعدد القرائي، الثاني يشير الى حرص الشاعر على بيان تفاصيل منجزه في رؤيا يسكنها هاجس التفرد والتميز والاختلاف".

فيما تناولت الجلسة الحديث عن الشاعر عبد الكريم كاصد الشاعر الذي منذ ان حزم حقائبه في ديوانه الاول جواب سفر ينتقل من مكان الى مكان حيث يتسم ادبه بالموسوعية فقد كتب ما يربو على عشرين ديوانا من الشعر فضلا عن سرديات ومسرحيات وعُرف بالترجمة لامكاناته في لغات اخرى غير العربية مما جعل شعره يضج بالثقافة، يبحر في عوالمها وحين يكون التحدث عن هذا الشاعر سيحدثنا شاعر آخر ومن يجيد الحديث عن الشعراء الا الشعراء انفسهم؟ .

ومن جانبه الدكتور الشاعر سراج محمد بدوره تحدث عن تجربة الشاعر عبد الكريم كاصد وقال ان "الشاعر عبد الكريم كاصد ليس رقما في التعداد الابداعي والجمالي الشعري البصري وانما هو يمثل تاريخ هذا المدينة بل الى الان تعلق رائحة البصرة وتاريخ البصرة وكذلك ملامحها القيمية في ملامح الكاصد، ايضا استهدفت هذا الكتاب الشعري الموسوم بحذام والشاعرة الراحلة زوجة عبد الكريم كاصد لكونه كان مختلفا عن سائر الشعراء الذين قاموا برثاء زوجاتهم رغم ان المدونة الشعرية القديمة كانت متحفظة الى حد ما ان يقوم الشاعر برثاء زوجته لاعتبارات متعلقة بماكانت في ذلك الوقت وحاولت ان ابتعد قدر الامكان عن النمطية النقدية في تناول المجموعة او الكتاب، النمطية القائمة على اساس وظائف النقد وعلى اساس الشكل والمضمون وغيره من الامور وكأني أؤشر اليوم عن حزن عبد الكريم كاصد المميز والفريد وربما قمت باثارة بعض الاسئلة من قبيله للشعر".

ويواصل الدكتور محمد سراج حديثه قائلا "وثيقة تاريخية لتوثيق الانفعالات ام انه مادة تتمتع بالديمومة؟ هل يمكن حصر مغذيات الشعربما حصل فعلا ام يمكن ان يمتد لما سيحصل فيما بعد؟ هل استحضاري الشخصي الذاتي في الشعر مقصور على شاعر بوصفه ذاتا ام هي تجربة مشاع تصلح للجميع؟ هل يمكن للشعر ان يتبع ما هو فني وينسيك ما في نظرية النقد او في مشاغل النقد بسبب الصدق الذي يتمتع به؟ وهذه الاسئلة قمت في استحضارها وانا استطلع مدونة عبد الكريم كاصد التي تحدث فيها مع زوجته الراحلة، يقول فيها، والغريب ان الرجل قد افرد مقدمة للكتاب وكان يتحدث بها عن رثاء الزوجات حتى في المدونة العربية، "مرة قال لي الطبيب انها ستعيش عشرين سنة قادمة او اكثر وانا الآن لا اريدها الا لحظة واحدة لا لتبكي علي بل لأتحسسها لأشمها لأعرف ان الموت زائل كالحياة".. حتى في سرده مقدمته كان منسجما في فقدان زوجته ومن ثم فهو لعب على تقانة الحلم والذاكرة واستثمرها اي استثمار وهو تخخصه في الواقع وكذلك استثمر قضايا الباطن والصوفية في حوار رثائي استحضره لزوجته"..

أعلى