سعد ناظم
تصوير: محمود رؤوف
المتنفس الثقافي والفني الاسبوعي في البصرة والذي تنظم من خلاله جلسات شعرية ومعارض رسم وتشكيل وقراءات في كتب ومحافل لتوقيع الكتب والمبادرات وملتقى الوسط الثقافي، شارع الفراهيدي، منذ انطلاقته وبفضل هذا الشارع الثقافي اكتشفت مواهب شباب وبنات في المسرح التفاعلي والقدرة على التأليف والكتابة والموسيقى والنحت والتصوير .
ولم يكن شارع الفراهيدي بعيدا عن الجلسات الثقافية لمعرض الكتاب الدولي في البصرة فقد استضاف المعرض رواد هذا الشارع بجلسة ثقافية تحت عنوان "شارع الفراهيدي.. ديمومة التجربة" اذ تحدث بها مدير مؤسسة انجاز صفاء محمد الضاحي ويعرب العبد الامير احد اعضاء المؤسسة كما ادار الجلسة الاعلامي حيدر البهادلي .
وقدم الاعلامي حدير البهادلي شكره وتقديره الى مؤسسة المدى في افتتاحه الجلسة على دعمها لشارع الفراهيدي، وقال البهادلي عنه إنه "ستة اعوام من النجاح والعطاء لمتطوعين من اجل الوعي والارتقاء بالمجتمع البصري واصبح شارع الفراهيدي وجه البصرة الثقافي".
وبحديث في الجلسة اكد مدير مؤسسة انجاز صفاء الضاحي ان "البصرة قبل عام 2015 كانت تشهد حراكا ثقافيا بسيطا جدا والسبب في ذلك يعود الى قلة عدد المكتبات وقلة عدد النشاطات الثقافية والادبية واعتقد ان اليوم لو نقارن بين النشاطات الثقافية والادبية ما قبل 2015 وما بعد 2015 سنرى ان هناك نشاطا واسعا من الحراك الثقافي والادبي والفني".
واضاف انه "جاءت فكرة تأسيس شارع الفراهيدي لزيادة مساحة المجال الثقافي في المحافظة على اعتبار ان عدد المكتبات ما قبل 2015 كان محدودا جدا فكان ما يقارب اربع او خمس مكتبات في كل اقضية ونواحي البصرة ومركزها وحتى الحراكات الثقافية كانت محدودة جدا وكذلك النشاطات الثقافية كانت تقام في اماكن مغلقة وتقتصر على شخصيات محدودة، بعد تأسيس شارع الفراهيدي الحال اصبح افضل بكثير بسبب زيادة عدد المكتبات ودور النشر والحراك الثقافي بشكل مستمر ولدينا نشاطات متجددة في كل اسبوع وحراك ثقافي في اتحاد الادباء ونقابة الفنانين ومنظمات المجتمع المدني التي تقام فيها الكثير من المهرجانات والكرنفالات المتعقلة بالثقافة والادب والفنون".
واشار الضاحي الى ان "الكثير من الارصفة المعرفية والشوارع الثقافية في البصرة وخارجها قد تأثرت بتجربة شارع الفراهيدي وليس شارع المتنبي في بغداد فقط حيث ان شارع المتنبي عمره عشرات السنوات وبالتالي ما يجعلنا نتأكد ان هذه الارصفة المعرفية والشوارع الثقافية تأثرت بشارع الفراهيدي كونها ولدت بعد شارع الفراهيدي بسنة على اقل تقدير حيث يوجد لدينا في البصرة شارع الهارثة الثقافي وكورنيش القرنة الثقافي وشارع الزبير الثقافي البعض منها كتب لها الاستمرار والآخر لم يستمر وافتقد الديمومة".
واكد مدير مؤسسة انجاز انه "اعتقد ان اليوم تتنابد مقومات النجاح في شارع الفراهيدي او اي حراك ثقافي ونقيس شارع الفراهيدي على انه مثلث يتكون من اصحاب المكتبات ودور النشر ورواد الشارع الثقافي واللجنة المنظمة وغياب اي ضلع من اضلاع المثلث هذا حقيقة لا يكون هناك اي ديمومة او استمرارية للشارع الثقافي وبالنتيجة هذه الاضلاع الثلاثة هي المكونة للشارع".
ومن جانبه قال الناشط الثقافي يعرب عبد الامير انه "كل مشروع يحتاج له مورد بشري اضافة الى المورد المالي فاعتمدت مؤسسة انجاز للتنمية والتطوير باعتماد بدل اشتراك لاعضاء المؤسسة حتى تنمي هذا الشارع اضافة الى انه نحن قمنا في العديد من النشاطات واحدى نشاطاتنا مكتبة انجاز انبثقت بعد انطلاق شارع الفراهيدي كل وارداتها لدعم الشارع الثقافي حيث نحتاج الى الصبر والتفاني لكي نستمر".
وفي ذات السياق قال مدير مؤسسة انجاز ان "كل عامل يحتاج الى مقدمات وشارع الفراهيدي كان المقدمة الحقيقية لمعرض البصرة الدولي للكتاب انا اعتقد حقيقة ان اليوم رواد معرض البصرة الدولي للكتاب ليس هذا الجمهور الحقيقي لمحافظة البصرة حيث ان البصرة تضم اكثر من 4 ملايين نسمة، الحقيقة ان الجمهور البصري اكثر بكثير كما شاركت (11) مكتبات من شارع الفراهيدي اضافة الى (3) من دور النشر مسجلة داخل الشارع وايضا هناك تواجد لمؤسسة انجاز في المعرض".
وقال الضاحي "هناك العديد من النشاطات تتمثل في الشعر الشعبي والشعر الفصيح ايضا هناك جلسات نقاشية وحوارية والاعمال الحرفية والكثير من الفعاليات التي تقام بشكل وقتي فقد اصبح شارع الفراهيدي ملتقى للكثير من منظمات المجتمع المدني والمبادرات التي تطلق في البصرة حيث ان آخر جمعة للشارع كانت نشاطا نوعيا الى هواة الفلك بشارع الفراهيدي ليمارسوا هوايتهم ونشاطهم حيث اصبح ملتقى ثقافيا اسبوعيا متجددا لا يقتصر على الكتاب ولا المثقفين فقط هناك شرائح مختلفة من المجتمع تأتي الى الفراهيدي".
واشار الضاحي الى ان هناك رؤية حقيقية وليست كلاما ان المستقبل لشارع الفراهيدي كما ان هناك اعمالا في الشارع تنفذها مديرية بلدية البصرة وفي المرحلة الثانية سيكون لمؤسسة انجاز بمجرد ان يكتمل الشارع الثقافي سيكون هناك مسرحان خاصان بشارع الفراهيدي ومنصة للشعراء والكثير من الفعاليات للشارع وبالتالي من الممكن ان يكون نشاطنا يوميا تحدد ساعاته".