التداول اليومي للفلسفة في معرض البصرة للكتاب

التداول اليومي للفلسفة في معرض البصرة للكتاب

  • 214
  • 2021/10/28 10:17:45 م
  • 0

بسام عبد الرزاق

تصوير: محمود رؤوف

ضمن فعاليات معرض البصرة الدولي الاول للكتاب، اقام منبر العقل في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق ندوة حوارية حول “التداول اليومي للفلسفة” ضيف فيها الاستاذ والباحث د.علي المرهج، فيما ادار الندوة د.فوزي الهيتي.

وقال المرهج ان “العنوان يثير اشكالا، والافضل ان نقول هو حضور الفلسفة في اليومي او في المعيشي، وبالتالي لا يوجد تداول يومي للفلسفة، الا اذا اخذنا بنظر الاعتبار ما طرحه احد المفكرين، هنتر ميد، حول انواع الفلسفة ومشكلاتها، وهو يميز بين شكلين من الفلسفة، الشعبية والمنهجية على حساب ان جميع الناس يفكرون وبالتالي كل شخص إن سألته عن موضوع ما في الوجود او في الحياة ويجيبك، يمكن ان تبوب هذا الكلام ضمن فلسفة معينة، كأن يكون اقرب للتجريبية او رؤيته اقرب الى الفلسفة المثالية”.

واضاف ان “فكرة كل انسان يفكر يمكن ان تصبح فلسفة، وانا على المستوى الشخصي لا اميل الى هذه الفكرة، فالفلسفة حالها حال اي علم، وكأنه يدرك الكثيرون ان من حقهم الحديث بالفلسفة حتى وان كانوا لم يقرؤوا الفلسفة، وهذا الامر ذكرته في اكثر من منصة، ان الفلسفة ايضا لديها مفاهيم، وان لم يتقنها اي شخص من الصعب ان تقدم فكرة له او توضح له هذه الفكرة”.

وتابع ان “الفلسفة لها مناهجيات عدة ويجب ان يتمكن منها هذا الشخص، حتى يتمكن من تطوير دراساته، لكن هل من الممكن ان يكون شخص من اختصاص ما ويدخل على مجال الفلسفة، اقول ممكن لان هذا في الادب يصح وفي الفكر الديني والسياسي، وترجعنا فكرة الفلسفة الى الفكرة العامة التي هي (الفلسفة ام العلوم) والتي اشبهها بان الاولاد يحاولون ان يستقلون عن الام ولكن الفلسفة الام لا ترغب ان يبتعد عنها الاولاد”.

وأكمل بانه “حتى حين انفصلت واستقلت الكثير من العلوم، ومنها علم النفس والاجتماع، بقي الى الان حين يمنح شخص شهادة الدكتوراه في شيء ما، يقال له منح دكتوراه فلسفة في الفيزياء او الرياضيات، اي انه تمكن من ان يقدم في اختصاصه رؤية نظرية حول الموضوع الذي يشتغل فيه باختصاصه”.

واضاف ان “كل شخص قادر على ان يقدم رؤية نظرية ويطرح رأيا في مجال اختصاصه هو يتفلسف ويمارس حق التفلسف، وهكذا تدخل الفلسفة في الحياة”، مبينا ان “تعريف الفلسفة السائد هو معرفة الوجود بما هو وجود او معرفة العلل وصولا الى العلة الاولى، وبالتالي يبقى هذا البحث في معرفة اسباب الوجود”.

واشار الى انه “حين نتحدث عن ارسطو، وهو كبير الفلاسفة كما يقول استاذي مدني صالح، فان الفلسفة كبرت بارسطو وكبرت بنقد ارسطو، وأقول ايضا ان اخطاء ارسطو صارت محاسن تجاوزها العلم والفلاسفة في علم الحيوان وغيره، بالتالي هو قسم الفلسفة الى نظرية وعملية، والفلسفة العملية اهتماماتها بالجانب المعيشي اليومي، ما يتعلق بتدبير المنزل والسياسة والقيم والجمال والاخلاق، ولكن الفلاسفة بشكل عام قسموا ما يسمى بدرجات الشرفية، وهي ان البحث في المسائل النظرية هو اكثر درجة او مرتبة شرفيا من البحث في المسائل العملية، لان الاخيرة هي كلما ارتبط الفكر بالمادة طالته بعض نواقص هذه المادة، وكلما ابتعد عن المادة حاول ان ينتقل من هذه النواقص ويخلص نفسه، الى ان يذهب الى عالم متكامل، وهو عالم الخير والجمال والعدل».

وذكر ان “الفلسفة لم تكن في يوم من الايام مبتعدة عن اليومي والمعيشي، لكني افصل بين الصراع النخبوي والمتعالي، فحين يكون خطاب المثقف متعاليا على المجتمع غير خطاب المثقف النخبوي”، لافتا الى ان “فلاسفة ما بعد الحداثة والبراغماتيين جميعهم جاؤوا من اجل الواقع وحل مشاكل اليومي والمعيشي”.

وذكر ان “الماركسية حينما شاعت في العراق والمنطقة العربية، لم تشع على انها اطار نظري، بل فلاح واقطاعي، بالتالي هذا الصراع بين الفقير والرأسمالي، فوجد الانسان الفقير ان الماركسية كما يروج لها الماركسيون هي فعلا تساعدهم على حل مشكلات الواقع، وصارت اغلب الطبقات الفقيرة منتمية الى الماركسية”.

أعلى