بسام عبد الرزاق
تصوير: محمود رؤوف
اقيمت في قاعة الندوات بمعرض البصرة الدولي للكتاب ندوة حوارية حول "السينما في البصرة"، ضيفت المخرجين السينمائيين د. سرمد ياسين وعصام جعفر، فيما ادارة الجلسة د. فراس جميل.
وتحدث د. سرمد ياسين عن السينما في البصرة وعن التجارب السينمائية بعد العام 2003، مبينا ان "التجربة السينمائية في البصرة تعاني مشاكل في الصناعة ولا تمتلك معملا حقيقيا لانتاجها، وجميع التجارب السينمائية صنعت بايدي اصحابها فقط".
واضاف بان "الامكانيات محدودة وورش العمل منعدمة وتدخل قضية الارتجال حتى في صناعة المشهد السينمائي، وهناك صعوبات كبيرة واجهتها السينما لكنها لم تكن عائقا امام انتاج السينما في البصرة، وان اي تجربة سينمائية هي ابداع وانجاز".
وتابع ان "التجربة الابداعية التي تصدر من اي انسان، لاسيما ان كانت هي اقصى ما استطاع ان يصل له هذا المخرج، وبغض النظر عن الامكانيات فان ارادة العمل والابداع تجعل من يريد تقديم سينما سيقدم في النهاية".
وأكمل، ان "مجمل انتاج السينما في البصرة التي صنعها الشباب هي تستحق ان ننحني امامها لانها انتجت بدون اي دعم، بالنتيجة نبقى في منطقة ابداع تنقصها ـليات التصنيع والبناء وهذه المشكلة الاساسية"، لافتا الى ان "فلم مملكتي اثر حي يصلح للعرض في اي زمان ومكان ووقت، لكونه يتناول ثيمة عالمية وهي الفقر، على الرغم من ان انتاجه كان قبل 20 سنة".
واضاف ان "التيارات السياسية والدينية والاجتماعية التي تمر على اي مكون مجتمعي واي مكان مدني لابد ان تترجم للاثر الحي الذي ذكرناه عبر الفيلم السينمائي"، مبينا ان "الفعل الانساني الذي تقدمه السينما لا يمكن ان يختلف عليه مواطن في البصرة وآخر في طوكيو او واشنطن".
وقال انه "استغربنا قبل فترة ان الفيلم العراقي "طريق الخلود" الذي ترشح الى جائزة الاوسكار، كان فيه اكثر من 20 مشهدا يجب ان تصور في البصرة، يتناول فيه الكرد المهجرين، لكن المسؤولين في المحافظة لم يمنحوه الموافقات للتصوير، وتم تصوير هذه المشاهد في محافظة السماوة، وحرمت البصرة من تأثير وتوثيق مرئي بسبب الموافقات".
من جانبه قال عصام جعفر انه "كل يوم يتوقف امام عدد من الاسئلة حول مخاضه المستمر لسنين طويلة حول السينما وامكانية الاستمرار بهذه العلاقة مع هذا العالم".
واوضح ان "هذه المدينة والمسؤولين عنها وعن الحركة الثقافية لا يشعرون باهمية السينما، ولو اشتغل القائمون على المطبخ السياسي وصناع الحياة الاجتماعية لعرفوا ان قيمة واهمية السينما توازي العديد من الوزارات ويمكنها ان تجلب الكثير من الاستثمارات للبلد بواسطة السينما وادواتها".
وبين ان "التجارب التي سبقت سقوط النظام السابق، من الواجب ان يستمر البحث عنها"، لافتا الى ان "السينما بدأت في البصرة بصورتها الحقيقية بعد سقوط النظام عام 2003 من خلال العديد من التجارب، بضمنها افلام (الارجوحة ومملكتي) واعمال اخرى".
واضاف ان "المعوق الاساسي هو الجانب التقني الذي يقف امام خلق ابداع سينمائي، وان هناك الكثير من التجارب قد تبلورت، وسجل كبير من الجوائز حصدتها السينما البصرية"، مبينا ان "البصرة الآن هي قبلة انظار الانتاج السينمائي ولا يخلو محفل او تجمع من جائزة او حضور ملفت للتجارب السينمائية في البصرة".
واكمل، "اعتقد ان هذه المدينة التي عمرها اكثر من 1400 سنة، تواجه مسؤولية تاريخية، وعلى صناع السينما تقديم هذه المدينة بكل ما تحمل من قيم ابداعية وانسانية، واعتقد ان الكثير من التجارب الموجودة هي تجارب تشابه في وجهها الآخر هذه المدينة بملامحها".
واوضح بان "مثالا يجب ان نذكره وهو فلم يشبه المدينة جدا "ابيض جدا" للدكتور سرمد ياسين وهو حائز على العديد من الجوائز ومن اهم الافلام التي انتجت، وهناك تجربة فلم 2033 والتي انطلقت من موضوعة المدينة وماتعانيه من ويلات النفط، الافكار اصبحت الآن تجارب تشابه المدينة في ملامحها".