تناسج الثقافة والفنون  تدخل بوابات معرض البصرة للكتاب

تناسج الثقافة والفنون تدخل بوابات معرض البصرة للكتاب

  • 214
  • 2021/10/26 11:42:57 م
  • 0

بسام عبد الرزاق

ضمن سلسلة جلسات الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، في معرض البصرة الدولي للكتاب، اقيمت ندوة حوارية حول "تناسج الثقافة والفنون في البصرة" ضيفت المخرج المسرحي الفنان د. كريم عبود، فيما ادار الجلسة د. قيس ناصر.

وقال عبود في مستهل حديثه ان "المسرح مدرسة وكما يحتاج الانسان الى الخبز يحتاج الى المسرح".

واضاف ان "التناسج في الثقافة والفنون دراسة بحثية قمت باعدادها وتقديمها"، لافتا الى ان "الحوار الدائم في الساحات المعرفية والانسانية جاء لتتداول فيها مجموعة من المصطلحات تناقش علاقة الانسان بالآخر على عدة مستويات".

واكمل ان "هناك مصطلحات، مثل الهجنة والمثاقفة والتناسج، هي لتحديد علاقتنا الثقافية بالآخر"، مبينا انه "ضمن هذه المصطلحات نتحدث عن جدلية تحقق فكرا جديدا، يساهم بصناعة انسانية واعية للتعامل مع متطلبات الحياة والمجتمع، والتناسج جزء لا يتجزأ في فعل الثقافات".

وذكر عبود انه "في اوروبا حاول مسرح المستقبل تحديد هدف في معناه، يستند للعودة الى الجذور او الاصول"، مبينا ان "مرحلة ستينيات القرن الماضي حولت المسرح الى ظاهرة لسانية ادبية تعتمد على لغة الحوار فقط، بينما جذور المسرح تكمن في لغته الحية من خلال الانسان الحاضر على المسرح وتفاعل المتلقي".

وذكر ان "موضوع البحث عن الاصول والجذور جعلني انظر الى فنون توجد في مدينتي وقد اختفت معالمها، بسبب اصحاب هذه الفنون وقدرتهم على تسويقها، فضلا عن استجابة الناس الذين لم يدركوا طبيعتها، ومنها فنون الطقس والرقص والاحتفال".

وقال ان "البصرة منذ الاربعينيات والى اليوم، رصدنا حقيقة في تأسيس مكان معماري لتناسج الابداع، وهذا المكان يطلق عليه "المكيد" وهو مكان اقامة طقوس الاحتفال"، لافتا الى ان "هذه الفنون ليست عراقية بصرية اصيلة بل فنون من ثقافات هندية وامريكية وافريقية وخليجية".

واوضح ان "اصول كلمات وعبارات هذه الفنون تؤكد انها جاءت ودخلت الى المجتمع البصري ونضجت واخذت خصوصياتها، وهي فنون تعزز وجودها الحقيقي من خلال لوحات فنية طقسية وروحية يقوم بها مجموعة من الناس واغلبهم من سود البصرة، ومصدر هذه الفنون جاءت من افريقيا". مبينا ان "هذه الفنون حملت معها الطابع البصري".

وتابع بان "مناسبات طرح هذه الطقوس متعددة بالنسبة لهذه الفنون، وهي احتفالات الزواج وذكر الموتى وشفاء المرضى، وتساهم ايضا في تنشيط الروح الداخلية للمشاركين عبر مشاركة جمعية من قبل جميع المشتركين بها".

ومن اشهر هذه البيوت التي كانت تقيم هذه الفنون هم "بيت قصب ومكيد مجيبرة ومكيد محيلة ومكيد ابو خشوم، وان هؤلاء الناس لم يتمكنوا من الحفاظ على تناسج الفنون وتسويقها الى الآخر، كونهم يعتقدون بان هذه الفنون لها علاقة وطيدة بارواح سامية وقد يمنعون الآخر من ممارستها"، موضحا ان "الاجيال الحالية لا تهتم بالفنون ذات الطاقة والتي تحقق فعل التناسج".

واوضح ان "عام 1973 اسست وزارة الثقافة فرقة للفنون الشعبية جمعت اكثر المهتمين بهذه الفنون لكي تحولها من صيغتها المحجوزة الى العالم، وقد سافر صناع هذا الفن الى دول عديدة وقدموا عروضا ابهرت العالم".

واكد ان "هناك حاجة الى مراجعة علمية تفكك طبيعة هذه الفنون، من اجل تقديم فن ناضج له ابعاد تاريخية وعطاء وابداع"، لافتا الى ان "البصرة اضفت على هذه الفنون طابعها الخاص، والان تشكلت بعض الفرق خارج العراق وهي من مدارس عراقية بصرية خاصة".

واوضح ان "فن الاوبريت اكتشاف عراقي بصري اصيل، قدم العديد من الاعمال الفنية المهمة كـ(بيادر خير والمطرقة)، ونحن الان بحاجة الى مؤسسات تنهض بهذه الفنون وليس عن طريق الافراد".

أعلى