سعد ناظم
تصوير: محمود رؤوف
اقيمت جلسة ثقافية عن سردية المكان في الادب البصري ضمن فعاليات معرض البصرة الدولي للكتاب لأعلام البصرة مهدي عيسى الصقر ومحمود عبد الوهاب ومحمد خضير.
واستضافت الجلسة الروائي علي عباس خفيف والدكتور عادل عبد الجبار حيث ادارة الجلسة رئيس اتحاد الادباء والكتاب في البصرة د.سلمان كاصد .
وقال كاصد "تحدثنا في بداية الندوة التي تخص السرد البصري عن مهدي عيسى الصقر ومحمود عبد الوهاب ومحمد خضير والآليات التي كتب هؤلاء فيها القصة والرواية حقيقة". مشيرا الى ان "الضيوف تحدثوا عن السمات والخصائص التي تميز بها هؤلاء الكتاب ومدى ما اضافوا للثقافة والابداع العراقي والابداع العربي".
ومن جانبة قال الروائي علي عباس خفيف انه "خلال الجلسة التي اهتمت في طبيعة المشغل السردي الذي يشتغل عليه الاستاذ محمد خضير ذلك المشغل السردي الذي كان مبثوثا في عدد كبير من مقالاته وكتبه لذلك،في الغالب، نجد في كتابة السرد الكثير من الاشياء مثلا الاغتراب السردي، وتناولت الكدح السردي والفاصلة التي تفصل الانسان عن منتوجه وكيف نحول المنتوج الى موضوع تجاري كما تناولت الجلسة، المتعة التي حققها الكتاب والمتعة التي تحققها المخطوطة والتي حققها المقروء، هذا كله مشغل ".
واضاف الروائي علي عباس خفيف "ان هذا المشغل كان بالنسبة الى محمد خضير متجددا بشكل نوعي ودائما يخلق من العالم المحيط عالما جديدا. عالما مخلوقا من التأمل ومن الخيال المطلق لكنه بالنتيجة مرتبط بالواقع وهذه لا يخلقها بسبب الحكاية وانما يخلقها بسبب الانتماء لموضوع وهذا لاحظناه بسبب خطبته الاخيرة في حفل افتتاح المعرض الدولي للكتاب حيث تحدث في موضوعة جدا محددة اذ اطلق عليها الكتلة الثقافية والحقيقة هنا انتماء محمد خضير".
واكد عباس خفيف ان "محمد خضير ينتمي الى الكتلة الثقافية وبالرغم من ان الكتلة مفهوم سياسي لكنه اخذه كمفهوم ادبي او ثقافي لكي يعبر عن الانتماء الحقيقي للكاتب الذي هو محمد خضير ومن ينتمي اليه من الكتاب لا انتماء شكليا تقليديا وانما انتماء في اتخاذ الموقف من الادب والثقافة عموما، هنا محمد خضير وهنا يعمل".
واشار الى ان "محمد خضير الى اليوم مقروء بغزارة لانه متجدد واذا اخذنا على سبيل المثال اية قصة بالمملكة السوداء او في 45 مئوي او في رؤيا خريف، او اي نص آخر، نجد محمد خضير اليوم في مجموعته الاخيرة المحجر او الناقوس او اي قصة اخرى، نجده متجددا جدا او ما يدعى في الرواية الحديثة او في القص الحديث (ميتافكشن) تجده في كل القصص في المحجر اذا ان الـ(ميتافكشن) لم يكن معروفا ادبيا على المستوى الادبي مطلقا لكنه عُرف في السنوات الاخيرة خصوصا شهرته وانتشاره جاءت بعد الالفية الثانية لذلك تجد محمد خضير على طول الوقت متجددا ومتصلا بالادب ومتصلا بالثقافة العالمية واضافة الى صلته بالثقافة العالمية والجديد لم يترك القديم ولم يتخل عنه ".
ومن جانبه قال الدكتور عادل عبد الجبار، من كلية الاداب جامعة البصرة، متحدثا في الجلسة انه "هناك منظّر امريكي وعالم اجتماع اسمه (ادورهال) قدم مفاهيم النظرية في كتاب اسمه البعد الخفي يدرس علاقة الانسان واستخدامه للمكان واستخدام ثيمة انسان يشعر بالغرابة عندما يقترب من الآخر مثل الامريكي والاوروبي عموما والانسان الشرقي لا يشعر في ما يسمى بمديات القرب هذه الفكرة طرقتها من اجل محاولة درسها في الادب العربي قبل اكثر من سنتين لاطبقها على رواية براهيم عبد المجيد كاتب مصري لا ينام في الاسكندرية ".
واضاف عبد الجبار انه "ومن اشهر حاولت ان اقرأ كتاب حيات تتهدد للقاص لؤي حمزة عباس والشاعر عبد الزهرة الزكي وفق هذه النظرية كما اظن ان الكتابات التسعينية او الثمانينية في القصة العراقية بعد ان شرح محمد خضير مفهومه في "بصرياثا"، مفهومه لصورة مدينة.. نحن اليوم في ندوة عن مهدي عيسى الصقر الذي حاول ان يضيف في كتابه مقامة البصرة حكاية ام رواية وهي، ذات الفكرة، مسألة حساسية المكان وكيفية التعامل مع المكان عند محمد خضير بالنظر الى الجانب الميثولوجي والاسطوري ولكن هو نظر الى المدينة المعاصرة عبر اشتغالات لشخصيات جاء بها او توظيف التراث في فكرة المدينة الحاضرة".
وبين عبد الجبار "استندنا اذا كنا نطبق مفاهيم (ادورهال) حول مسألة كيف تكون الحياة في البصرة، هل مسألة القرب مديات القرب وفق نظرية هال ام وفق ما يسمى (علم البروس كيميا) او علم المكان او وفق مسألة العيش مع الغرباء وهل الغرباء يجعلون المدن كوزموبوليتية؟ تنتهي هذه الفكرة التي قال بها عبد المجيد في طيور العمبر القدام الى المدينة لم يتثقف بثقافة المدينة وفي رواية المقامة البصرية ثمة سعي ودراما انسانية بان البصرة قد استبيحت وبدأت الهوية المختلطة تعني انه سوف نغادر مكانيا او العيش مع هكذا مدينة".