البصرة وفلسفتها في حديث شيق ضمن ندوات معرض البصرة للكتاب

البصرة وفلسفتها في حديث شيق ضمن ندوات معرض البصرة للكتاب

  • 210
  • 2021/10/23 10:56:48 م
  • 0

سعد ناظم

عدسة: محمود رؤوف 

ضمن فعاليات المعرض الدولي  للكتاب في محافظة البصرة اقيمت  جلسة ثقافية عن الفلسفة والمدينة البصرة انموذجا قدمها د.قيس ناصر متحدثا وبادارة د.محمد عطوان حيث افتتح “عطوان الجلسة قائلا” اعتقد بان من اعظم الاشتغالات التي تناولتها الفلسفة عبر تاريخها الطويل هو البحث في ظواهريات المكان والمدينة في هذا الشأن بوصفها مكانا ماديا وقيميا اخذت الحيز الاكبر من اهتمام الفلاسفة .

ويضيف عطوان في المقدمة “نحن نتحدث الآن عن المدينة فاننا نتحدث عن الدولة صراحة فما المدينة سوى كناية عن الدولة بكل ما يحيط بها من أطر تنظيمية (ادارية واقتصادية وحقوقية وجمالية وثقافية وفلسفية أيضا) ولاجل ادراك الميكانيزمات التي تحدث الجدل داخل المدينة (ان وجدت هذه المدينة) حري بهذه المدينة ان تكون قادرة على ادارة التنوع والتعدد بدلا من اقتصارها على معايير السعة والكثافة المادية فالمدينة لا تكون مدينة بهذا المعنى مالم تحفل بقيم التعدد والتنوع وتروم تجاوز شروطها الواقعية الى ما هو غائي ( قيمي وكمالي ومثالي)».

واكد الدكتور محمد عطوان انه “لا شك في أن من الامور الاشكالية التي اقترنت ببناء الهوية والدولة في كل بلد هي بناء المدينة بدرجة مضاعفة وبما ان المدينة بالمعنى السياسي استعارة للدولة فأن تاريخ الدولة نفسه هو تاريخ المدينة بكل ملامحها باحتسابها حاضنة لصور التنظيم الاجتماعي المتنوعة وهي صور سكانها الذين يحققون انتقالا طبقيا مكانا في مواقع التمثيب الاجتماعي والسياسي المتعدد داخل الدولة “.

وبدأ الدكتور قيس ناصر الجلسة متحدثا عن (الفلسفة والمدينة.. البصرة انموذجا) وتضمن المحور الاول النظري مكانة المدينة في الدراسات الفلسفية مؤكدا ان “اهتمامات الفلسفة بالمدينة قديم جدا منذ فلاسفة اليونان وبحثوا حينها عن المدينة الجديدة والحياة الجديدة والمواطنة الصالحة، وبمعنى آخر، إن الفسلفة نتاج مدينة، لكن لماذا تراجع اهتمامها بالمدينة؟، اي الفلسفة؟، وعلى الرغم من ان اجابة هذا السؤال لا يتوفر له وقت الان الا ان اجابته يمكن ايجازها بالقول “ترك الفلسفة لاشتغالات بالمدينة كان نتيجة لاهتمامها بالدولة الامة في القرن السابع عشر وتطور العلم الحديث كذلك ان المشكلات العامة صارت ضمن مجالات معرفية متخصصة تبلورت في حقول العلوم الاجتماعية المتعددة”.

ويواصل الدكتور قيس ناصر حديثه مشيرا الى ان “التخصصية أي بعد استقلال العلوم عن الفلسفة ولا سيما علم الاجتماع مما سبب حرجا لمن يشتغل بموضوعات المدنية لانها على وفق رأي بعض المهتمين بالشأن الفلسفي تنتمي الى حقل الدراسة الاجتماعية وليس الفسلفية الا ان الموضوع الان اختلف اذ وجد مجالا خاصا يعنى بدراسة المدينة وفي الوقت نفسه “.

واشار الى انه “ تم توجيه النقد للفلسفة لعدم اشتغالها على موضوعات واقعها الذي تنتمي اليه وهذا ما دفع العديد من الفلاسفة الى اعادة التفكير في الحياة اليومية والاشكال السياسية ولعل واحدا من أسباب الرجوع الى الاهتمام بالمدينة هي العولمة التي همشت الدولة الامة بعد نشوء مدن كبيرة على المستوى الاقتصادي والمعرفي”.

وقال ان “علماء الاجتماع بشكل عام يحتاجون التنظير الفلسفي لتأطير عملهم ومظاهر الاهمتام الفلسفي بالمدينة تمثل في فلسفة السياسة والاجتماع والبيئة والجمال ولعل من مهمات الفلسفة المعاصرة هي تحديد المفاهيم وفي الوقت نفسه لا يوجد تعريف واحد للمدينة متفق عليه نتيجة للاختلافات المتعلقة بالمعيار الذي يعرّف المدينة اذ ان هناك وجهات نظر مختلفة حول الوظيفة الاساسية للمدن وهذا الامر يرتبط بطبيعة المدن التي ينظر اليها على انها تتمتع بمجموعة واسعة من الوظائف الاساسية للمجتمع مثل المناطق الاقتصادية ومراكز الانتاج والمراكز السياسية والمحاور الثقافية والاجتماعية “.

واضاف انه “يُعتقد ان المدن المعاصرة موجودة لمساعدة الناس على الافادة من المنافع الاقتصادية وزيادة فرص العمل فضلا عن التأثيرات غير المباشرة للمعرفة وغالبا ما تشمل المدن والمناطق العشوائية على طول حدودها أو اطرافها اذ يهاجر الفقراء من المناطق الريفية الى المدينة من اجل ايجاد فرص عمل وهذا الامر يسبب تفاوتا اقتصاديا بين الناس”.

واكد الدكتور قيس ناصر في المحور الثاني للجلسة عن “مثيلات الدراسات الفلسفية في فهم البصرة”، قائلا “البصرة التي يمتد تاريخها الى اربعة عشر قرنا وربما أكثر كيف يمكن تقديم محاضرة او الكتابة عنها من دون ان يكون الموضوع انتقائيا وان كان كذلك فكيف ينبغي ان يكون؟ هل اتحدث عن نشأة المدينة القديمة تلك اللحظة التي شكلت مفترقا في تاريخها الذي فصل عن ما سبقه؟ وفي كل ذلك احتاج الى التاريخ وانا لست مؤرخا لذا قررت هنا الاشتغال على التفكير في المدينة وفهمها فلسفيا ومن خلال جمع الشتات لتشكيل نسق عام اذ تم اللجوء الى قصص الرحالة وسير التجار وكتابات الصحفيين والادباء وارشيف الشهر العقاري والوقائع الصغيرة وان عملية تجميع تلك العناصر والتفصيلات تعيد تكوين صورة اخرى”.

أعلى