المستشرقة والمترجمة الأدبية الألمانية لاريسا بندر متحدثة عن تجربتها:اهتممت بالأدب العربي المعاصر وتعلمت اللغات المحكية في عدة بلدان عربية

المستشرقة والمترجمة الأدبية الألمانية لاريسا بندر متحدثة عن تجربتها:اهتممت بالأدب العربي المعاصر وتعلمت اللغات المحكية في عدة بلدان عربية

  • 240
  • 2021/10/22 09:35:54 م
  • 0

بسام عبد الرزاق

تصوير: محمود رؤوف

داهمها الاهتمام باللغة العربية منذ صغرها، بعد زيارتها الاولى مع عائلتها الى بلاد المغرب، وتعرفت على جمال اللغة العربية ورأت كيف تكتب حروفها وكيف يتكلم الناس مع بعضهم، ومن هنا انطلقت في رحلة استشراق مع هذه اللغة.

المستشرقة والمترجمة الالمانية لاريسا بندر، كانت ضيفة ندوات معرض البصرة الدولي الاول للكتاب في ندوة حوارية ادارها د. علي عبد الأمير صالح، حول تجربتها "الترجمة ككتابة.. ثاني تجربة للترجمة".

تذكر بندر ان ولعها واهتمامها باللغة العربية "بدأ في دولة المغرب، حيث سافرنا انا والعائلة، وسمعت هذه اللغة الجميلة ورأيت الاحرف وكيف يتكلم الناس مع بعضهم، بعدها فكرت ماذا ادرس، ووقع اختياري على الاستشراق واخترت اللغة العربية، واثناء الدراسة زرت عدة بلدان عربية".

وتقول انها درست في الجامعة القواعد والكلمات وليس اللغة المحكية، فكان المستشرقون يدرسون في السابق اللغات كعادة لقراءة البحوث القديمة، لكنها اهتمت "بالادب المعاصر وسافرت الى سوريا والاردن وتونس والمغرب ولبنان للتعرف على المجتمع العربي وتعلم اللغة المحكية وقراءة الادب العربي".

وتضيف المستشرقة الالمانية ان "اهتماماتها تنصب على ترجمة الادب العربي وبالاخص الروايات، وقد ترجمت رواية "آخر الملائكة" للكاتب فاضل العزاوي وروايات اخرى"، مبينة ان "هناك اسلوبا معينا احبه، ويتناسب مع اللغة الالمانية، اللغة العربية صعبة جدا ومختلفة عن اللغة الالمانية من ناحية الجمل، فعليّ ان اشتغل عليها كثيرا، كي اصنع منها نصوصا مقروءة باللغة الالمانية، وهذا يجعلني اعود كثيرا للمصدر في الاستخدامات".

وتزيد، ان "في اللغة العربية هناك جمل طويلة جدا وهذا لا يتناسب مع اللغة الالمانية، وهذا يدفعني الى تقطيعها واخراجها بصيغة جديدة كي تلائم اللغة الالمانية، فضلا عن تفكيك المجازات اللفظية والاستعارات اللغوية والتلاعب اللفظي والتلاعب بالنص من حيث معناه".

وتستدرك، انه "عندما الاقي كلمة لها ابعاد كثيرة في اللغة العربية احاول ان ابحث عن كلمة المانية تحمل ذات الابعاد، رغم التعرض للصعوبة في الاختيار، واحيانا اضع استخدامات مقطع ثاني لتعويض المعنى المفقود للكلمة، واذا احسست بان اللغة شعرية عالية، اذهب الى قراءة الشعر في الفترة التي اشتغل عليها على كتاب معين، واجد امثلة او اصوات معينة ادخلها في الترجمة".

وترى بندر ان "الترجمة ليست صناعة بل فن، وعلى المترجم ان يصنع نصا موازيا للنص الاصلي، حتى يشعر القارئ الالماني نفس شعور القارئ العربي، لكن هناك امكانية لتحميل النص روحية النص الاصلي من خلال الترجمة".

وتوضح ان "صناعة اللغة امر مهم، فاذا كانت اللغة صحفية نتعامل معها بنفس الجنس في الترجمة".

وعن تجربتها الاولى في الترجمة تقول: ان "رواية شرق المتوسط كانت روايتي الاولى للترجمة قبل ان اتعرف على دار نشر للتعامل معها على اخراجها، وجذبتني هذه الرواية ليس بسبب اللغة بل المضمون، هي تنضم الى ادب السجون ولدينا في المانيا ادب المعتقلات والمعسكرات النازية ومن هنا اخذت اهميتها"، مبينة ان "لدي هوس ان اشتغل نشاطا سياسيا واجتماعيا واساعد الناس على حياة افضل، ولدي فكرة ان الادب يغير العالم والسياسة والانسان".

وتكمل، "جذبتني هذه الرواية لهذا السبب، ففيها حوارات كثيرة وكانت صعبة جدا، حاولت تقليد هذه الطريقة من الكتابة ويوجد كتاب في المانيا يستخدمون هذه الطريقة، لكن المدقق اللغوي الالماني لم يعجبه هذا الاسلوب، واقترف اخطاء فظيعة وقام بالاعتراف بالامر، واصبح الامر درسا مهما لي، ان لا اقلد اللغة العربية بالاسلوب حتى لا اقع بنفس المشاكل".

وترى ان "المترجم الذي يترجم روايات لها ابعاد سياسية وفكرية دائما ما يقف الى جانب المضطهدين"، وهذا ما اشعر به.

وتذكر ان "اقبال القراء الالمان على الادب العربي قليل، كون الادب الانكليزي والامريكي يسيطر على الادب والترجمة بشكل خاص وبطريقة مخيفة، بعدهما يأتي الادب الياباني والفرنسي وفي النهاية يأتي العربي"، لافتة الى ان "الف ليلة وليلة هي الابرز عربيا عند الالمان، وانا احاول ان اجعل القارئ الالماني يتعرف على الادب المعاصر وليس القديم فقط، وفي الفترة الاخيرة بدأت عجلة الترجمة من الادب العربي تدور في المانيا".

وتتحدث بندر عن اهمية الخبرة في الترجمة، اذ تقول ان "الخبرة لعبت دورا كبيرا معها، وانها محظوظة لان زوجها سوريا وتستطيع ان تسأله دائما، ولغاية الان تجد اللغة العربية صعبة، وفي بداية العمل تشعر بصعوبة في كيفية وضع اسلوب خاص، تسأل كثيرا عن الكلمات والمصطلحات والمجازات وتبدأ بزوجها ومن ثم تسأل اشخاصا آخرين ان كان الموضوع يتعلق باللهجة وليس اللغة".

وترى بندر ان "المعلومات التي يوفرها الانترنيت مهمة جدا، وعندما لا يعطينا الجواب نبحث عن اصحاب الخبرة في هذه الكلمات، وان مهمة المترجم كيف يفكك النص ويركبه من جديد ويبحث عن كلمات في لغته تعوض الكلمات الاصلية بذات المعنى والجمال"، مشيرة الى انه "لا احد يعرف النص الاصلي مثل المترجم، واحيانا حتى اصحاب النصوص انفسهم حين نسألهم عن ورود كلمة في مكان ما من اعمالهم يستغربون من ذكر هذه الكلمة".

أعلى